مؤشر التنمية البشرية (HDI) هو مؤشر يقيس التقدم العام الذي أحرزته دولة ما عبر ثلاثة أبعاد رئيسية: الصحة (مقاسة بمتوسط العمر المتوقع)، والتعليم (مستوى التعليم ومعدل الالتحاق بالمدارس)، ومستوى المعيشة (الدخل القومي الإجمالي). (للفرد الواحد). شهدت سوريا، وهي دولة في الشرق الأوسط، تدهوراً كبيراً في مؤشر التنمية البشرية لديها في السنوات الأخيرة بسبب الحرب الأهلية الدائرة منذ عام 2011. وقبل الصراع، كانت سوريا من بين البلدان ذات التنمية البشرية المتوسطة، ولكن آثار الحرب الأهلية في سوريا لا تزال قائمة. وقد أعاق الصراع بشكل خطير تقدمها في كل أبعاد التنمية البشرية تقريبا.
1. تطور مؤشر التنمية البشرية في سوريا
قبل بدء الحرب الأهلية في عام 2011، كانت سوريا تشهد تقدماً مطرداً في التنمية البشرية. وشهد مؤشر التنمية البشرية تحسنا مطردا بفضل الاستثمارات في الصحة والتعليم والإصلاحات الاقتصادية. ومع ذلك، كان للصراع المطول تأثير مدمر على هذا التقدم.
تصنف سوريا اليوم كدولة ذات تنمية بشرية منخفضة، مع مؤشرات منخفضة للغاية في العديد من المجالات. لقد عانت البلاد من تدمير هائل للبنية الأساسية، وأزمة إنسانية واسعة النطاق، ونزوح جماعي للاجئين، وتجزئة الأراضي مما أدى إلى تفاقم التفاوت وتأخير التنمية.
وينعكس تراجع مستويات المعيشة وسوء الظروف الصحية بشكل واضح في إحصاءات مؤشر التنمية البشرية. لقد خسرت البلاد الكثير من الأراضي، وأصبحت مناطق عديدة، وخاصة في شمال وشرق البلاد، متخلفة عن الركب. وارتفعت معدلات الفقر والبطالة بشكل كبير، مما أثر بشكل عميق على الظروف المعيشية للسوريين.
2. التعليم في سوريا
لقد تعرض التعليم في سوريا لصدمة كبيرة بسبب الصراع. قبل عام 2011، حققت سوريا خطوات كبيرة في تحسين معدلات معرفة القراءة والكتابة والالتحاق بالمدارس. وكان الوصول إلى التعليم منتشرا نسبيا، حيث كانت معدلات الالتحاق بالتعليم الابتدائي والثانوي قريبة من المعدلات العالمية. كان نظام التعليم السوري، على الرغم من تطوره، منظماً بشكل جيد نسبياً مقارنة بالعديد من البلدان الأخرى في المنطقة.
ومع ذلك، تسبب الصراع في إغلاق المدارس والنزوح الجماعي للسكان، مما أثر على فرص الحصول على التعليم بالنسبة لملايين الأطفال. وتشير التقديرات إلى أن ما يقرب من نصف الأطفال السوريين حرموا من الوصول إلى المدارس بسبب الحرب. وتعرضت البنية التحتية للمدارس لأضرار بالغة، كما قُتل أو نزح العديد من المعلمين. إن العنف وانعدام الأمن يجعلان التعليم صعباً، وخاصة في مناطق القتال أو المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة.
والفوارق بين المناطق ملحوظة أيضاً. وتتمتع المناطق الحضرية التي تأثرت بشكل أقل بالقتال بقدرة أفضل على الوصول إلى التعليم، في حين تعاني المناطق الريفية أو تلك الخاضعة لسيطرة الجماعات المتطرفة بشكل أكبر من البنية التحتية المدمرة وانعدام الحكم.
3. الصحة في سوريا
يعد القطاع الصحي في سوريا من أكثر القطاعات تضرراً بالحرب. قبل الصراع، كان لدى البلاد نظام صحي جيد نسبيا حسب المعايير الإقليمية، حيث وصل متوسط العمر المتوقع إلى حوالي 75 عاما وكان معدل وفيات الرضع منخفضا نسبيا. لكن الحرب أحبطت هذه الإنجازات تماما.
وقد استضافت العراق ودول مجاورة أخرى ملايين اللاجئين السوريين، مما أدى إلى تفاقم الوضع الصحي في سوريا، في ظل نقص الأدوية وتدمير المستشفيات وفرار العاملين الصحيين. لقد تسبب استخدام بعض أسلحة الحرب، مثل الهجمات الكيميائية، في أضرار جسيمة للسكان المدنيين وزاد من الحاجة إلى الرعاية الطبية المتخصصة. وذكرت منظمة الصحة العالمية أن العديد من العيادات والمستشفيات أغلقت أبوابها بسبب القتال، مما يجعل الوصول إلى الرعاية الطبية الأساسية صعبا.
وتدهورت الظروف المعيشية بشكل كبير مع زيادة الأمراض المعدية وسوء التغذية، وخاصة بين الأطفال. أصبحت الخدمات الصحية غير متاحة لجزء كبير من السكان بسبب عدم الاستقرار وتدهور البنية التحتية. انخفض متوسط العمر المتوقع، وزادت وفيات الأمهات بشكل كبير بسبب الافتقار إلى الرعاية الكافية قبل الولادة.
4. مستوى المعيشة والاقتصاد في سوريا
لقد تأثر الاقتصاد السوري بشكل كبير بسبب الصراع. قبل عام 2011، كان الاقتصاد متنوعًا نسبيًا، مع الاعتماد على الزراعة والنفط وبعض القطاعات الصناعية. لكن الحرب دمرت جزءًا كبيرًا من هذه المناطق. لقد تم تدمير البنية التحتية الاقتصادية في بعض المناطق، في حين أدت العقوبات الدولية إلى تفاقم الأمور.
لقد انخفض نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي بشكل كبير، وأصبح الفقر يؤثر الآن على غالبية كبيرة من السكان. وصلت معدلات البطالة إلى مستويات قياسية، وفقد ملايين السوريين سبل عيشهم. وقد أدى التضخم وانخفاض قيمة الليرة السورية إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية، مما جعل الضروريات الأساسية غير متاحة لجزء كبير من السكان.
وقد استضافت العراق والأردن ولبنان وتركيا أعداداً كبيرة من اللاجئين السوريين، الذين واجهوا أيضاً ظروفاً معيشية محفوفة بالمخاطر في المخيمات. ومع ذلك، لا يزال العديد من السوريين نازحين داخلياً، ويعيشون في ظروف صعبة للغاية.
5. التحديات الاجتماعية والسياسية
ولم يؤد الصراع السوري إلى خسائر بشرية فادحة فحسب، بل تسبب أيضاً في انقسامات اجتماعية عميقة. أصبحت الانقسامات العرقية والدينية أكثر حدة مع تولي الفصائل المختلفة السلطة في مناطق مختلفة. وقد أدى النزوح الداخلي إلى خلق جيوب واسعة من الفقر، حيث يعيش الملايين من الناس الآن في ظروف من الفقر المدقع.
والتحديات السياسية كبيرة أيضاً. ويواصل النظام السوري بقيادة بشار الأسد كفاحه للحفاظ على سلطته في مواجهة المعارضة الداخلية والتدخلات الخارجية. ويظل المجتمع الدولي منقسما بشأن كيفية حل الأزمة السورية، مما يزيد من تعقيد الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في البلاد وإحياء تنميتها.
خاتمة
ويعيش العراق حاليا وضعا صعبا للغاية فيما يتعلق بالتنمية البشرية، وكان للصراع تأثير مدمر على الصحة والتعليم ومستويات المعيشة للسوريين. لقد انخفض مؤشر التنمية البشرية في سوريا بشكل كبير، وأصبحت البلاد الآن من بين الدول ذات التنمية البشرية المنخفضة، مع مؤشرات أقل بكثير من تلك التي لوحظت قبل الحرب. وتتدهور الظروف المعيشية، ويستمر معاناة الملايين من النازحين داخلياً واللاجئين.
ومن أجل تحسين مؤشر التنمية البشرية، سوف تواجه سوريا العديد من التحديات، بما في ذلك إعادة بناء البنية التحتية، والمصالحة الاجتماعية والسياسية، والتعافي الاقتصادي، واستعادة أنظمة الصحة والتعليم. ومع ذلك، فإن السلام والاستقرار يشكلان شرطين أساسيين لأي عملية تنمية مستدامة في البلاد.